كان لنا بيت حواليه بستان
زرعته أمى بإيد فنان
مليان زهر له ريحه جنان
ورد وفل ليمون وريحان
تدخل بيتنا تلاقى أمان
أمى وابويه واخويه زيدان
زوجه جميله هدوء وحنان
الليله عيدها..لازم ازيدها
بخاتم فضه معاه فستان
لازم انقى واشوف واختار
حتى إن كان فكرى حيحتار
خرجت الشارع أجرى واسارع
ماليه دماغي كتير أفكار
ب اللي حقوله لما حشوفها
واهديها قلبي تشيله كفوفها
آدي علاف وآدي كلاف
وآدي بقال وزبون شيال
وآدي مدرسة مليانه عيال
فيها سماح وبدور وبلال
والمكوجي وبتاع الخيط
وام جهاد سانده علي الحيط
بتبيع سكر..رز..وزيت
وآدي نسوان ف الشارع ماشيه
من غير تاج ع الراس ولا حاشيه
وبنات هاديه..عيشه ونادية
شايف ف عنيهم ميت فرحه
لما استلموا التوب والطرحه
وآدي إمامنا الشيخ عبد الله
جاي م الجامع بعد ما صلي
سلم علي بطرس ويوحانا
دي عوايدنا وأصل إيمانا
كلنا عيله وعارفين بعض
عايشيين عمرنا حلم الأرض
أيوه الأرض..الطول والعرض
أيوه الأرض..الشرف العرض
أرض الحريه مش الفرض
فيها الكل كأنه الفرد
كلنا واحد..ربنا واحد
مسلم ومسيحي
مفيش شرط
حيّنا هادي انما مش عادي
زى ما كل مكان ف بلادي
مليان عسكر
ألف باروده وجندي معسكر
علي باب شارع
علي باب حارهي
سكتوا مره ومره بغاره
قبل ما تمرق من دا الشارع
لازم يفحص فيك ويتابع
جندي..اتنين..وساعات للسابع
رايح فين..جاي منين
وان قَصّرت تاخد قلمين
بيناوشونا كتير وتعدي
مرة تصيب وساعات بتعدي
لازم أجري بسرعة واخلّص
قبل معاد حظر التجوال
آدي دكانة الحاج هلال
فيها من الفساتين أشكال
وآدى مراته الست دلال
بتنقيلى وانا شيال
وآخيرا عيني نقت خاتم
ومعاه فستان أبيض عال
قلت سلام.. قالوا ألف سلام
وانا في طريقي سمعت رصاص
قلت اهي طلقه اتنين وخلاص
إنما طوّل ليه المرة دي
وليه فيه ناس مرميه قصادي
صوت الضرب قريّب مني
وللدرجة دي انا سامعُه كأني..
في ميدان حرب
تفجير نازل شرق وغرب
اللي بيجري عليه بينداس
ميت دبابة علي بيوت ناس
وآدي قنابل وآدي مدافع
ومحدش عننا بيدافع
الناس تداري بساتر
ولا شئ فارق ولا شئ قادر
رب يا ساتر!!
قدام عيني صاروخ متوجه
علي باب بيتنا
البيت اتهدم..
وانا بتقدم..
طالت جسمي رصاص وشظايا
سقطت جريح انا وسط ضحايا
رجال وحريم شُبان وصَبايا
أهلي شايفهم قدام عيني
اللي اتمزق
واللي اتخزق
واللي النار حواليه بتدور
وانا واقع عاجز مبتور
صراخ وأنين مزروع ف وداني
أمى وابويه وكل جيراني
أشلاء واتنطرت ف ثواني
ووسط الضجه..زادتني الخضه
لما مراتي جرت قدامي
متصابه بشئ دامي وحامي
بتعافر ف صراع الموت
وبصوت ضربه الضعف بسوط
قالت...
كان ليك جوه ف بطني أمانه
بعدها خدها ملاك الموت
قبل ما اغيب عن وعيى واتوه
كام بيت كان واقف نسفوه
أطفال ماتت ليه ف مدارسها
واختلط الدم بكرارسها
كام أم ف أحضانها رضيع
ينزف ف ايديها وبيضيع
الدكاكين راحت معالمها
كأن الموت هوه اللي ساكنها
شفت جهاد دمه بيتصفى
وأم جهاد نور عينها اتطفى
وآدي شجاع.. كام ألف شجاع
غِرق ف دمه للنخاع
شفت عيال ف عنيها ذهول
شافوا الموت وكأنه الغول
واللي ف بدنه إتبقت روحه
حيعيش عمره حزين بجروحه
على موت أهل
ضياع أحباب
عُزل راحوا بدون أسباب
كام إنسان لاقى ربه شهيد
والأعداد عمالّه تزيد
فيكي يا غزه.. انا شفت الهزه
وحرب بأبدانا بتتغذى
وآه يا يهودي
نهبت حدودي
أرضي وعرضي وكل وجودي
شردتني ومحيت عنواني
ولا عاد حد أوصف له مكاني
بعد ما كان لي صحاب وجيران
شادي وفهد..فلان علان
وآه يا يهودي
يا عمر جدودي
بكره انا حصلب ظهري وعودي
وانادي عليكي يا أرضي تعودي
أنا ف الجنه مع الأبرار
والشهداء حواليّه كتار
وحياه كل جريح وشهيد
بكره حيكبر شاب جديد
بيَمينه الأحجار
ووراه قوة ابوه والتار
تعمر بإديه تاني الأرض
ونعيش أحرار من غير فرض
وتاريخك يا بلادي يسجل
إن شبابك عمره ما أجل
تقديم روحه فداكي هديه
علشان تنعمي بالحريه
ويحكي ولادك.. وِلد ولادك
قصة شعب.. كفاح إنسان
عمره ماخاف واتسمي جبان
وآدي حكايتي ف كان لنا بيت